طارق الحميد
على الرغم من أن روسيا قد وقفت موقفا متشددا ضد تدخل قوات حلف شمال الأطلسي في ليبيا لمساندة الثوار، فإنه من المفترض أن يكون المبعوث الخاص للرئيس الروسي
قد وصل اليوم إلى بنغازي، مقر الثوار الليبيين، فما معنى هذا الأمر؟
الإجابة بكل بساطة أن موسكو، وكعادتها تاريخيا، تقوم باتخاذ مواقف متشددة عند كل أزمة بمنطقتنا، إلا أنها ما تلبث أن تعود لتلعب سياسة، كما يقال، في نهاية المطاف، أي البحث عن مصالحها، فعلوها مع جمال عبد الناصر، وصدام حسين، وغيرهما بمنطقتنا، فلم تحمِ موسكو أحدا من حلفائها العرب، ولم تطل عمر أنظمتهم، فكل ما تفعله موسكو عادة هو الامتناع عن التصويت بمجلس الأمن، وهو ما فعلته موسكو حيال ليبيا مؤخرا، إلا أننا نشهد وصول مبعوث رئيسها إلى بنغازي معقل المتمردين الليبيين لمقابلة قادة المجلس الوطني الانتقالي الليبي، مع الإعلان بأن مبعوث الرئيس الروسي لن يزور طرابلس، مقر القذافي!
والمراد لفت النظر إليه هنا أن موسكو في النهاية ستسير خلف مصالحها، ولن تهرع لإنقاذ الغريق الذي يرفض مساعدة نفسه، وهذا الأمر ينطبق اليوم على الجدال الدائر حول موقف موسكو، وبالطبع الصين أيضا، إذا ما كانتا ستمنعان تمرير قرار في مجلس الأمن ضد النظام السوري، وكل الوقائع تقول إنهما لن يستخدما الفيتو في حال إحالة ملف سوريا للمجلس الأممي، خصوصا أن الأزمة في سوريا مستمرة بلا حلول حقيقية من قبل النظام السوري؛ حلول تقفز على مطالب الشارع، بل تصدمه كما قال وزير الخارجية التركي من قبل، وإلا فإن أقصى ما ستفعله موسكو، وحتى الصين، هو الامتناع عن التصويت في مجلس الأمن ضد سوريا، ثم ستهرعان بعد ذلك للتعامل مع الواقع على الأرض، كما حدث في ليبيا التي عاد الرئيس الروسي، وبعد موقف بلاده المتشدد، ليدعو القذافي للتنحي عن الحكم!
ويكفي هنا أن نتأمل خبرين متناقضين مرا خلال يومين في زحمة الأخبار، فبينما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم السبت الماضي أن الحلف الأطلسي، الناتو، قد «انحرف نحو عملية برية» في ليبيا قد تكون «مؤسفة»، وذلك على إثر تدخل المروحيات القتالية البريطانية والفرنسية لأول مرة، إلا أن بيانا صادرا عن حلف الأطلسي يوم أمس كشف عن أن طيارين مقاتلين من سلاح الجو الروسي والبولندي والتركي سيتقدمون تدريبات للناتو تستمر خمسة أيام، ومقرر إجراؤها فوق بولندا والبحر الأسود تحت مسمى «السماء اليقظة 2011»، وتعد هذه المرة الأولى التي تشارك فيها القوات الجوية لروسيا مع الناتو، الخصمين السابقين بالحرب الباردة، في تدريب مشترك لمكافحة «الإرهاب». وهذان الخبران يرويان كل شيء بالطبع!
عليه، فما أحوجنا اليوم في عالمنا العربي لمناورة العقول اليقظة بعام 2011، وليس السماء اليقظة، على غرار التدريبات العسكرية الروسية مع حلف الأطلسي، لنعتبر مما يدور حولنا، وأهمه أن روسيا، أو الصين، لا تحميان إلا مصالحهما. وقديما قالت العرب «ما حك جلدك مثل ظفرك»، فهل نعي ذلك؟ هنا السؤال!
على الرغم من أن روسيا قد وقفت موقفا متشددا ضد تدخل قوات حلف شمال الأطلسي في ليبيا لمساندة الثوار، فإنه من المفترض أن يكون المبعوث الخاص للرئيس الروسي
قد وصل اليوم إلى بنغازي، مقر الثوار الليبيين، فما معنى هذا الأمر؟
الإجابة بكل بساطة أن موسكو، وكعادتها تاريخيا، تقوم باتخاذ مواقف متشددة عند كل أزمة بمنطقتنا، إلا أنها ما تلبث أن تعود لتلعب سياسة، كما يقال، في نهاية المطاف، أي البحث عن مصالحها، فعلوها مع جمال عبد الناصر، وصدام حسين، وغيرهما بمنطقتنا، فلم تحمِ موسكو أحدا من حلفائها العرب، ولم تطل عمر أنظمتهم، فكل ما تفعله موسكو عادة هو الامتناع عن التصويت بمجلس الأمن، وهو ما فعلته موسكو حيال ليبيا مؤخرا، إلا أننا نشهد وصول مبعوث رئيسها إلى بنغازي معقل المتمردين الليبيين لمقابلة قادة المجلس الوطني الانتقالي الليبي، مع الإعلان بأن مبعوث الرئيس الروسي لن يزور طرابلس، مقر القذافي!
والمراد لفت النظر إليه هنا أن موسكو في النهاية ستسير خلف مصالحها، ولن تهرع لإنقاذ الغريق الذي يرفض مساعدة نفسه، وهذا الأمر ينطبق اليوم على الجدال الدائر حول موقف موسكو، وبالطبع الصين أيضا، إذا ما كانتا ستمنعان تمرير قرار في مجلس الأمن ضد النظام السوري، وكل الوقائع تقول إنهما لن يستخدما الفيتو في حال إحالة ملف سوريا للمجلس الأممي، خصوصا أن الأزمة في سوريا مستمرة بلا حلول حقيقية من قبل النظام السوري؛ حلول تقفز على مطالب الشارع، بل تصدمه كما قال وزير الخارجية التركي من قبل، وإلا فإن أقصى ما ستفعله موسكو، وحتى الصين، هو الامتناع عن التصويت في مجلس الأمن ضد سوريا، ثم ستهرعان بعد ذلك للتعامل مع الواقع على الأرض، كما حدث في ليبيا التي عاد الرئيس الروسي، وبعد موقف بلاده المتشدد، ليدعو القذافي للتنحي عن الحكم!
ويكفي هنا أن نتأمل خبرين متناقضين مرا خلال يومين في زحمة الأخبار، فبينما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم السبت الماضي أن الحلف الأطلسي، الناتو، قد «انحرف نحو عملية برية» في ليبيا قد تكون «مؤسفة»، وذلك على إثر تدخل المروحيات القتالية البريطانية والفرنسية لأول مرة، إلا أن بيانا صادرا عن حلف الأطلسي يوم أمس كشف عن أن طيارين مقاتلين من سلاح الجو الروسي والبولندي والتركي سيتقدمون تدريبات للناتو تستمر خمسة أيام، ومقرر إجراؤها فوق بولندا والبحر الأسود تحت مسمى «السماء اليقظة 2011»، وتعد هذه المرة الأولى التي تشارك فيها القوات الجوية لروسيا مع الناتو، الخصمين السابقين بالحرب الباردة، في تدريب مشترك لمكافحة «الإرهاب». وهذان الخبران يرويان كل شيء بالطبع!
عليه، فما أحوجنا اليوم في عالمنا العربي لمناورة العقول اليقظة بعام 2011، وليس السماء اليقظة، على غرار التدريبات العسكرية الروسية مع حلف الأطلسي، لنعتبر مما يدور حولنا، وأهمه أن روسيا، أو الصين، لا تحميان إلا مصالحهما. وقديما قالت العرب «ما حك جلدك مثل ظفرك»، فهل نعي ذلك؟ هنا السؤال!