• أنتهت حدوتة المعلم حسن شحاته الجميلة مع منتخب مصر بعد رحلة ناجحة بكل المقاييس قاد فيها الفراعنة للفوز بلقب كأس أمم أفريقيا ثلاث مرات متتالية 2006 , 2008 , 2010 وتربع المصريين على قائمة أكثر المنتخبات فوز باللقب (سبع مرات ) , نهاية فيلم المعلم شحاته حزين وتنحى في مشهد يعجز تجسيده أي من كتاب الدراما ولم يتوقع أكثر المتشائمين إن يشاهد خروج المعلم من الباب الخلفي منحنى الرأس بعد أسعد الملايين بجلبه بطولات رفعت من رصيد الكرة المصرية واسهمت في علو تصنيفها في التصنيف الشهري للفيفا بجانب المكاسب الكثيرة , تعادل الفراعنة مع الأولاد في ملعب الكلية الحربية كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر شحاته فالراصد للمشهد يجد أن المنتخب تراجع أدائه الفني وظل متأرجح في التصفيات المؤدية لنهائيات الأممم الأفريقية 2012 بغينيا الأستوائية والجابون فالفريق فشل في تحقيق أي حالة فوز في أربع مباريات وحصد نقطتين بتعادله مع سيراليون وأمس الأول مع ضيفه منتخب جنوب أفريقيا ويعزي السبب لأن شحاتة ظل مدافعا عن حرسة القديم في المنتخب وعجز في إيجاد بدائل ناجحة خلال مسيرته مع المنتخب في ست أعوام باستثناء محمد جدو الذي انقذ البطل في البطولة الأخيرة وساهم في تتويجه بتوفيقه في حسم المباريات في الشوط الثاني بطريقة مذهلة استحق عليها لقب أفضل بديل في العالم, ولايخفى على أحد أن الجيل الذهبي كتب شهادة نهايتة الإبداعية بعد فشله في اثبات قدراته وإيجاد حلول ناجعة مستفيدا من تراكم خبراته في الخروج من عنق زجاجة التصفيات الأفريقية قبل أن يخرج المنتخب عمليا من دائرة المنافسة على التأهل لتذيله لمجموعته السابعة فيما أصبحت فرصة الأولاد كبيرة للتأهل المباشر مع أحتمال منافسة محمومة من منتخبي النيجر وسيراليون والمنتخبات الثلاثة تملك فرصتي الصعود المباشر أو عبر بوابة أفضل الثواني , والاشكالية التي وقع فيها شحاته إصراره على عدم التجديد رغم وجود وجوه جديدة ولم يقتنع بأن ارتفاع أعمار لاعبيه الأساسيين بتجاوزهم سن الثلاثين شكل عائقا في تنفيذ خططه التكتكية لصعوبة مجاراتهم لكرة الأفريقية المتميزة بالمهارة الممزوجة بالسرعة والقوة البدنية وحالة النجم الذهبي محمد أبوتريكة مع الأهلي وغالبية نجوم الأحمر كشفت حجم المعاناة التي يعيشها الأهلي والمنتخب معا لأن غالبية اللاعبين يشكلون العمود الفقري للمنتخب , ولم يستغرب البعض لعدم تعاطف الجماهير مع المدرب شحاته كماجرت العادة في حروبه السابقة مع الإعلام خلال مشواره الملىء بالتوترات والشد والجذب فالمعلم فقد المؤازرة الجماهيرية وجزء من اراضيه وشعبيته بعد قيادته مظاهرة مناهضة لثورة الخامس والعشرين من يناير وإعلانه الوقوف مع النظام السابق , واتيحت للمعلم أكثر من فرصة ذهبية للإستقالة وهو مرفوع الرأس لكنه يبدو كان حريصا على الفوز باللقب الرابع لكن الرياح تأتي بمالاتشتهي السفن ووجدت الأصوات التي نادت بعزله عقب نجاح الثورة الفرصة للشماتة عبر الفضاء من أمس في سرد الكثير من الحكايات والمسلسلات المفبركة , ويحسب لاتحاد الجبلاية بقيادة الرئيس زاهر تصديه لكل العواصف السابقة وأخطرها الأخيرة عقب الثورة لحرصه على توفير الاستقرار لأن الوقت كان غير ملائم لتغيير الجهاز الفني قبل ان تنتهى الحدوتة في جلسة ودية بعد نهاية حلم الفراعنة في التواجد في نهائيات 2012 ,, وتنحى المعلم شحاته عن المنتخب ورصيده مدجج بالإنجازات غير المسبوقه تاركا إرث ثقيل على خلفه حيث يحتاج لوقت طويل لبناء منتخب جديد يشرق شمس الكرة المصرية بالصعود إلى نهائيات كأس العالم 2014 وهو هدف استراتيجي للمصريين وأعتقد أن استقالة شحاته ستكون بمثابة شراراة التغيير في الأجهزة الرياضية وسيعقبه استقالة لسمير زاهر لاتاحة الفرصة لوجوه جديدة تقود دفة العمل الإداري والفني في الفترة المقبلة على نسق التغيير الذي تمر به كل المرافق الحياتية الهامة في مصر المؤمنة , تنحى أبوكريم لايعني بأي حال من الأحوال التهجم عليه أو نسيان إنجازاته التاريخية مع المنتخب لأن فترتة تعتبر من أزهى الفترات على الأطلاق ويحسب جرئته في اختياراته وإصراره عليها رغم الحروب الإعلامية الضروسة المورست عليه واستطاع تجاوزه بنجاحاته قبل أن يخسر معركة التأهل بتعادله المخيب من الأولاد وودع بهدؤء دكة التدريب دون تصفيق وعلت أصوات الشمات على الفضاء يتكالبون عليه كالثور عندما يسقط تكتر سكاكينه ويبقى رغم أنف الحاقدين والشامتين المعلم شحاته رمزاً من رموز الكرة المصرية وأسطورة في التدريب الأفريقي والعربي ورقم يصعب تجاوزه مهما بلغت شماته الشامتين لأنه حقق ماعجز عنه الأولين وصعب المهمة على القادمين .
• المختصر المفيد : النصر له أكثر من أب والهزيمة يتيمة ياشحاته !